الإختراع

يمثل توفير إمدادات الطاقة المتنوعة والمستدامة للأجيال القادمة أحد التحديات الرئيسية لصانعي السياسة اليوم. على مدى السنوات الخمس والعشرين القادمة ، من المتوقع أن ينمو الطلب العالمي على الطاقة بنحو 60 في المائة ؛ وسيأتي أكثر من ثلثي الطلب المتزايد من البلدان النامية والبلدان التي تمر بمرحلة انتقالية. وسيستمر تغطية الطلب على الطاقة بشكل أساسي من خلال الوقود الأحفوري التقليدي ، مثل الفحم والنفط والغاز الطبيعي ، مع العلم ان أكثر من ثلثي زيادة التلوث المرتبط بالطاقة يأتي من العالم النامي (وكالة الطاقة الدولية ، 2005). وفي الوقت نفسه ، تتنبأ العديد من التقديرات بأن النفط وربما إنتاج الغاز الطبيعي سوف يستقر في نفس الوقت تقريبًا ، مما يلقي بظلال من الشك على أمن الطاقة في المستقبل.

أدى الاستخدام الواسع النطاق والمفرط للطاقة التقليدية ، والذي يعتمد بشكل أساسي على البترول والوقود الأحفوري ومنتجات النفط والفحم والغاز الطبيعي والطاقة النووية ، إلى إلحاق أضرار بالغة بالبيئة بما في ذلك الطبيعة والبشر والحيوانات ، وحتى في المنزل يشكل تلوث الهواء تهديدًا كبيرًا للصحة والمناخ و تتسبب الآثار المجتمعة لتلوث الهواء المحيط في حوالي 7 ملايين حالة وفاة مبكرة كل عام ، ويرجع زيادة معدل الوفيات بحد كبير إلى أمراض الانسداد الرئوي المزمن وسرطان الرئة والتهابات الجهاز التنفسي الحادة.

يتعرض أكثر من 80% من السكان الذين يعيشون في المناطق الحضرية التي ترصد تلوث الهواء لمستويات تتجاوز المستوى المصرح به حسب منظمة الصحة العالمية وهو 10 ميكروغرام/3م. حيث ان مصدر التلوث الرئيسي في الهواء الطلق هي المركبات والصناعة و توليد الطاقة. وبالإضافة إلى ذلك، أفادت منظمة الصحة العالمية الى ان أكثر من 3 بلايين شخص في جميع أنحاء العالم يعتمدون على التكنولوجيات الملوثة والوقود (الفحم والكيروسين) لأغراض الطهي المنزلي والتدفئة والإضاءة، وعليه فإن تحقيق إمدادات مستدامة من الطاقة يتطلب تنويع مصادر الطاقة وتغيير الاعتماد الحالي على الوقود الهيدروكربوني غير المتجدد والملوث إلى موارد غير ملوثة وصديقة للبيئة .

لهذه الأسباب ، هناك تحول متزايد إلى الطاقة البديلة أو المتجددة التي تعتمد على الموارد المستدامة والصديقة للبيئة مثل : الطاقة الشمسية ، وطاقة الشلالات ، والطاقة الحرارية الأرضية ، وطاقة الرياح ، وطاقة الكتلة الحية ، وطاقة الفرق في درجة الحرارة في أعماق المحيطات والبحار ، و طاقة الموجات وحركة المد والجزر. ومع تمييز أليات الاستفادة من هذه المصادر إلا أن لكل منها بعض السلبيات التي لا تنتقص من أهميتها، ولعل أبرز هذه السلبيات هو إرتباط الانتاج بمصدر الحركة المولد للطاقة.